في الجواب عن حديث الاقتداء وحديث عليكم بسنتي « وأجيب : يفيدان أهلية الاقتداء لا منع الاجتهاد ، وعليه ان ذلك مع إيجابه ، الا أن يدفع بأنه آحاد ، وبمعارضته بأصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وخذوا شطر دينكم عن الحميراء ، الا أن الاول لم يعرف » (١).
لقد أوضح ابن أمير الحاج في شرح التحرير وهن هذا الحديث قائلا : « [ وبمعارضته ] أي : وأجيب أيضا بمعارضة كل منهما [ بأصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم. وخذوا شطر دينكم عن الحميراء ] أي عائشة وان خالف قول الشيخين أو الأربعة [ الا ان الاول ] أي أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم [ لم يعرف ] بناء على قول ابن حزم في رسالته الكبرى مكذوب موضوع باطل ، والا فله طرق من رواية عمر وابنه وجابر وابن عباس وأنس ، بألفاظ مختلفة أقربها الى اللفظ المذكور ما أخرج ابن عدي في الكامل وابن عبد البر في كتاب بيان العلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها فبأيهم أخذتم بقوله اهتديتم. وما أخرج الدارقطني وابن عبد البر عن جابر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مثل أصحابي في أمتي مثل النجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.
نعم لم يصح منها شيء ، ومن ثمة قال أحمد : حديث لا يصح ، والبزار : لا يصح هذا الكلام عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
الا أن البيهقي قال في كتاب الاعتقاد : رويناه في حديث موصول بإسناد غير قوي. وفي حديث آخر منقطع ، والحديث الصحيح يؤدي بعض معناه وهو حديث أبي موسى المرفوع ... » (٢).
__________________
(١) التحرير بشرح ابن أمير الحاج ٣ / ٩٩.
(٢) التقرير والتحبير ٣ / ٩٩.