قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا شك ، فهنيئا لعمار بالجنة ، ولقد قيل : ان عمارا مع الحق والحق معه يدور عمار مع الحق حيث دار ، وقاتل عمار في النار ، انتهى.
قلت : وبقتله استدل على ان معاوية في حربه وقتاله باغ ظالم غير مجتهد كما يقوله بعض السنية انه مجتهد مخطئ وانه غير آثم ، كما قال العامري ايضا واما المخالفون له فكانوا متأولين وكان لهم شبهة أداهم اجتهادهم إليها ، انتهى ذكره في ترجمة الزبير.
فنقول : انه لا يشك من يعرف حال معاوية انه ليس من الاجتهاد في ورد ولا صدر ، وانما الرجل يتحيل على الملك فنفق شبهة الطلبة بدم عثمان ليضل اهل الشام بها وأي اجتهاد مع النص انه باغ ، وأي اجتهاد مع اخبار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي عليهالسلام بأنه يقاتل القاسطين ، وسمعت صحة الحديث عند امام المتأخرين مع اهل السنة الحافظ ابن حجر ، فانه قال : وثبت عند النسائي ونقله وفسره ولم يقدح فيه ، وقد ثبت من طرق عدة ، وأي اجتهاد مع نص عمار ونص القرآن ان الفئة الباغية تقاتل حتى تفيء الى امر الله ، وحديث عمار نص ان فئة معاوية الفئة الباغية. واحسن من قال مشيرا الى الرد على من زعم اجتهاد معاوية :
قال النواصب قد
أخطا معاوية |
|
في الاجتهاد
وأخطا فيه صاحبه |
والعفو في ذاك
من حق لفاعله |
|
وفي أعالي جنان
الخلد راكبه |
قلنا كذبتم فلم
قال النبي لنا |
|
في النار قاتل
عمار وسالبه |
وما دعوى الاجتهاد لمعاوية في قتاله الا كدعوى ابن حزم أن ابن ملجم أشقى الآخرين مجتهد في قتله لعلي عليهالسلام كما حكاه عنه الحافظ ابن حجر في ( تلخيصه ) وإذا كان من ارتكب هواه ولفق باطلا يروج به ما يراه اجتهادا لم يبق في الدنيا مبطل ، إذ لا يأتي أحد منكرا الا وقد أهب له عذرا ، وهؤلاء