« الآيات النازلة في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كثيرة جدا لا أستطيع استيعابها ، فأوردت في هذا الكتاب لبّها ولبابها ...
وأخرج ـ أي ابن مردويه ـ عن زر عن عبد الله رضياللهعنه قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) إن عليا مولى المؤمنين و ( إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ).
وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس رضياللهعنه قال : لمّا نزلت هذه الآية ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) أخذ النبي بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه مثله ، وفي آخره : فنزلت ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية. فقال النبي : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضي الرب برسالتي والولاية لعلي بن أبي طالب » (١).
ترجمة البدخشاني
والميرزا محمّد البدخشاني من أكابر مشاهير علماء أهل السنة ، وقد صرّح محمّد رشيد الدين خان الدهلوي في ( إيضاح لطافة المقال ) بأنه من عظماء أهل السنة ، وإن كتابه ( مفتاح النجا ) يدلّ كغيره من كتب عظماء أهل السنة ـ بزعمه ـ على موالاة أهل السنة لأهل البيت عليهم الصلاة والسّلام.
وذكر المولوي حيدر علي الفيض آبادي في ( إزالة الغين ) هذا الرجل من جملة علماء أهل السنة ، الذين يعتقدون بلعن يزيد بن معاوية عليه اللعنة وسوء العذاب.
* * *
__________________
(١) مفتاح النجا ـ مخطوط.