.................................................................................................
______________________________________________________
بإكرام العلماء في خطاب ، وفي خطاب آخر النهي عن إكرام من عصى ربّه ، وفي خطاب ثالث النهي عن إكرام العالم الفاسق بناء على أنّ المراد بالفاسق المرتكب للكبيرة ، فإنّ الظاهر تخصيص العامّ بكلّ منهما ؛ لأنّه لا تنافي بين خطاب النهي عن إكرام العالم العاصي وخطاب النهي عن إكرام العالم الفاسق ؛ لأنّ كلّا منهما خطاب انحلاليّ من حيث الحكم الوارد فيه يتوافقان في السلب بناء على ما هو الصحيح من عدم المفهوم للوصف ، وذكر الخاصّ الأوسع والخاصّ الأضيق متعارف ، فيكون تخصيص الأخصّ بالذكر للاهتمام به نظير قوله عليهالسلام : «لا تصلّ خلف شارب النبيذ المسكر» (١) وقوله : «لا تصلّ خلف الفاسق» (٢) بلا فرق فيما ذكر بين كون الخاصّ الأخصّ واردا قبل الآخر أو بعده أو وردا في زمان واحد ، وقد تقدّم في دوران الأمر بين النسخ والتخصيص بما أنّ الأئمة عليهمالسلام مبيّنون لأحكام الشريعة يخبرون عن زمان تشريع الأحكام التي منها الحكم الوارد في خطاب العامّ وكلّ من الخاصّين ولو كان أحدهما صادرا عن الإمام السابق عليهالسلام والآخر صادرا عن الإمام اللاحق بمنزلة الصادرين عن إمام واحد ، فلا وجه في الفرض من تخصيص الخاصّ بأخصّ الخاصين أوّلا لكونه متعيّنا أو كونه سابقا.
نعم هذه الملاحظة صحيحة فيما إذا كان أخصّ الخاصّين متّصلا بخطاب العامّ من الأوّل كما إذا ورد في الخطاب : أكرم العلماء إلّا من ارتكب كبيرة ، وورد في خطاب آخر : لا تكرم عالما عصى ربّه ، فإنّ العامّ المتصل به أخصّ الخاصّين
__________________
(١) انظر وسائل الشيعة ٨ : ٣١٦ ، الباب ١١ من أبواب صلاة الجماعة ، الحديث ١١.
(٢) انظر المصدر السابق : ٣١٤ ، الحديث ٢ و ٤.