.................................................................................................
______________________________________________________
انتفاء حسن الظاهر الذي هو طريق إلى العدالة ، لا أنّه يوجب انتفاء العدالة حيث لا ملازمة بين كون الشخص غير مبال بعادات أمثاله وكونه مباليا تماما ومحافظا على رعاية الوظائف الشرعيّة ، فما ذكره الماتن قدسسره من دلالة ارتكاب المنافيات ولو بعضها على عدم المبالاة في الدين غير تامّ.
نعم إذا كان ارتكاب شيء مباح في نفسه في موارد موجبا لهتك المرتكب وإذلال نفسه عند الناس فلا يجوز ذلك الارتكاب ، ويخرج به الشخص عن العدالة ؛ لأنّ حرمة هتك المؤمن لا تختصّ بما إذا كان الهاتك شخصا والمهتوك شخصا آخر ، بل يعمّ هتك المؤمن نفسه ، كما إذا خرج المؤمن إلى الأسواق ومجتمعات الناس عاريا ساترا عورته بخرقة صغيرة بحيث لا يرى عورته فقط ، فإنّ هذا العمل حرام وإن كان في نفسه لا بأس به ، كما إذا فعل ذلك في مغتسل الحمام أو عند بعض أهله ، وأمّا إذا لم يكن ارتكاب خلاف عادة أمثاله كذلك بحيث رأى الناس في عمله قدحا فيه فغايته انتفاء حسن الظاهر ، لاحتمال الناس أنّ جرأته لخرق عادة أمثاله ناشئة من عدم اهتمامه بالوظائف الشرعيّة.
وقد تقدّم أنّ انتفاء الطريق إلى العدالة غير انتفاء العدالة فإذا علم أنّه متعبّد ومبال بالإضافة إلى الوظائف الدينيّة ولا ينحرف عنها يترتّب عليه ما يترتّب على العادل وعدالته ، ولا يبعد أن ينتفي حسن الظاهر بترك المستحب أو ارتكاب المكروه ، كما في عدم حضور الشخص لصلاة الجماعة في أوقات الصلوات أو خلف وعده إذا وعد مع أنّ خلفه ليس بحرام.
ثمّ إنّ المنسوب إلى المشهور قدح ارتكاب الكبيرة في العدالة ، وإذا تاب عنها رجع إلى العدالة ، والظاهر أنّ الإصرار على الصغيرة عندهم كذلك أيضا حيث وردت