صل على محمد وآل محمد ، وافتح لي باب الفرج بطولك ، واصرف عني سلطان الهم بحولك ، وأنلني حسن النظر فيما شكوت ، وارزقني حلاوة الصنع فيما سألتك ، وهب لي من لدنك فرجاً وحيّاً ، واجعل لي من عندك مخرجاً هنيّاً ، ولا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فرائضك ، واستعمال سنتك ، فقد ضقت بما نزل بي ذرعاً ، وامتلات بحمل ما حدث على جزعاً ، وأنت القادر على كشف ما بليت به ، ودفع ما وقعت فيه ، فافعل ذلك بي ، وإن كنت غير مستوجبه منك ، يا ذا العرش العظيم ، وذا المن الكريم ، فأنت قادر يا أرحم الراحمين ، آمين رب العالمين » (١).
وعن يوسف بن السخت قال : « كان علي بن جعفر وكيلاً لأبي الحسن صلوات الله عليه ، وكان رجلاً من أهل همينيا ـ قرية من قرى سواد بغداد ـ فسعي به إلى المتوكل ، فحبسه فطال حبسه ، واحتال من قبل عبد الرحمن بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار ، وكلمه عبيد الله ، فعرض حاله على المتوكل فقال : يا عبيد الله ، لو شككت فيك لقلت إنك رافضي ، هذا وكيل فلان وأنا على قتله. قال : فتأدّى الخبر إلى علي بن جعفر ، فكتب إلى أبي الحسن عليهالسلام : يا سيدي ، الله الله في ، فقد والله خفت أن أرتاب. فوقّع في رقعته : أما إذا بلغ بك الأمر ما أرى فسأقصد الله فيك. وكان هذا في ليلة الجمعة ، فأصبح المتوكل محموماً فازدادت عليه حتى صرخ عليه يوم الاثنين ، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه حتى ذكر هو علي بن جعفر ، وقال لعبيد الله : لِم لَم تعرض علي أمره؟ فقال : لا أعود إلى ذكره أبداً. قال : خل سبيله الساعة ، وسله أن يجعلني في
__________________
(١) مهج الدعوات : ٢٧١.