الله بهذه الكلمات ، يخلصك الله وشيكاً مما وقعت فيه ، ويجعل لك فرجاً ، فإن آل محمد يدعون بها عند إشراف البلاء وظهور الأعداء ، وعند تخوف الفقر وضيق الصدر.
قال اليسع بن حمزة : فدعوت الله بالكلمات التي كتب إلي سيدي بها في صدر النهار ، فوالله ما مضى شطره حتى جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي : أجب الوزير ، فنهضت ودخلت عليه ، فلما بصر بي تبسّم إلي ، وأمر بالحديد ففك عني وبالأغلال فحلّت مني ، وأمر لي بخلعة من فاخر ثيابه ، وأتحفني بطيب ، ثم أدناني وقربني ، وجعل يحدثني ويعتذر إلي ، وردّ علي جميع ما كان استخرجه مني ، وأحسن رفدي ، وردني إلى الناحية التي كنت أتقلدها ، وأضاف إليها الكورة التي تليها.
قال ، وكان الدعاء ، يا من تحل بأسمائه عقد المكاره ، ويا من يفل بذكره حد الشدائد ، ويا من يدعى بأسمائه العظام من ضيق المخرج إلى محل الفرج ، ذلت لقدرتك الصعاب ، وتسببت بلطفك الأسباب ، وجرى بطاعتك القضاء ، ومضت على ذكرك الأشياء ، فهي بمشيئتك دون قولك مؤتمرة ، وبإرادتك دون وحيك منزجرة.
أنت المرجو للمهمات ، وأنت المفزع للملمات ، لا يندفع منها إلا ما دفعت ، ولا ينكشف منها إلا ما كشفت ، وقد نزل بي من الأمر ما فدحني ثقله ، وحل بي منه ما بهضني حمله ، وبقدرتك أوردت على ذلك ، وبسلطانك وجهته إلي ، فلا مصدر لما أوردت ، ولا ميسر لما عسرت ، ولا صارف لما وجهت ، ولا فاتح لما أغلقت ، ولا مغلق لما فتحت ، ولا ناصر لمن خذلت إلا أنت.