ورجل آخر من البلاط هو يزداد النصراني تلميذ بختيشوع طبيب البلاط ، أسلم عند موته حينما شاهد احدى معاجز الامام عليهالسلام ، روى ذلك الطبري بالاسناد عن أبي الحسين محمد بن إسماعيل بن أحمد الفهقلي الكاتب بسر من رأى ، عن أبيه قال : لما اعتل يزداد بعث إلي فحضرت عنده ، فقال : إن قلبي قد ابيض بعد سواده ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن علي ابن محمد حجة الله على خلقه وناموسه الأعلم ، ثم مات في مرضه ذلك (١).
وأبو عبد الله الجنيدي الذي عهد إليه عمر بن الفرج الرخجي أن يعلم الامام عليهالسلام بأمر المعتصم ، وكان معروفاً بعداء أهل البيت عليهمالسلام ، وقد ذهل من حدّة ذكاء الامام عليهالسلام وغزارة علمه ، الأمر الذي جعله ينزع نفسه عن النصب والعداء لأهل البيت عليهمالسلام ، ويدين بالولاء لهم ويعتقد بالامامة ويهتدي إلى سواء السبيل (٢).
ورجل آخر من ديار ربيعة ، وكان نصرانياً ، من أهل كفرتوثا ، يسمى يوسف بن يعقوب ، أسلم ابنه ببركة الامام الهادي عليهالسلام وحسن اسلامه بعد أن لاحظ بعض دلائل الامام عليهالسلام (٣).
وكان الامام عليهالسلام سبباً في هداية أحد القياصرة الذي أعجب بتفوقه
__________________
(١) دلائل الإمامة / الطبري : ٤١٩ / ٣٨٢ ـ مؤسسة البعثة ـ قم ـ ١٤١٣ هـ ، نوادر المعجزات / الطبري : ١٨٨ / ٧ ـ مؤسسة الإمام المهدي عليهالسلام ـ قم ـ ١٤١٠ هـ ، فرج المهموم : ٢٣٣.
(٢) إثبات الوصية / المسعودي : ٢٢٢.
(٣) الخرائج والجرائح ١ : ٣٩٦ / ٣.