أخذت بالحزم ، وإن لم يكن لم يضرني ذلك. قال : فركبت إلى دار المتوكل ، فأخرجت كل ما كان لي فيها ، وفرقت كل ما كان في داري إلى عند أقوام أثق بهم ، ولم أترك في داري إلا حصيراً أقعد عليه. فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل ، وسلمت أنا ومالي ، فتشيعت عند ذلك وصرت إليه ، ولزمت خدمته ، وسألته أن يدعو لي وتوليته حق الولاية (١).
ومن رجال السلطة أيضاً سعيد الصغير الحاجب ، وقد عهد اليه المتوكل تفتيش دار الامام عليهالسلام ، فتأثر بهدي الامام عليهالسلام وشخصيته وهيبته وصدقه فقال بأمامته.
عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي ، قال : « سمعت من سعيد الصغير الحاجب قال : دخلت على سعيد بن صالح الحاجب فقلت : يا أبا عثمان ، قد صرت من أصحابك ـ وكان سعيد يتشيع ـ فقال : هيهات ، قلت : بلى والله. فقال : وكيف ذلك؟ قلت : بعثني المتوكل وأمرني أن أكبس على علي بن محمد بن الرضا فأنظر ما فعل ، ففعلت ذلك ، فوجدته يصلي ، فبقيت قائماً حتى فرغ ، فلما انفتل من صلاته أقبل علي وقال : يا سعيد ، لا يكف عني جعفر ـ أي المتوكل ـ حتى يقطع إرباً! اذهب واعزب ، وأشار بيده الشريفة ، فخرجت مرعوباً ، ودخلني من هيبته ما لا أحسن أن أصفه ، فلما رجعت إلى المتوكل سمعت الصيحة والواعية ، فسألت عنه فقيل : قتل المتوكل ، فرجعنا وقلت به » (٢).
__________________
(١) مهج الدعوات : ٣٣٠ ـ ٣٣٧ إثبات الوصية : ٢٤٠ نحوه. الخرائج ١ : ٤٠٢ / ٨ نحوه
(٢) الثاقب في المناقب : ٥٣٩.