« ابني محمد ، واسمه في التوراة الباقر يبقر العلم بقرا ، وهو الحجة والإمام بعدي ، ومن بعد محمد ابنه جعفر ، واسمه عند أهل السماء الصادق.
فقلت له : يا سيدي ، كيف صار اسمه الصادق وكلكم صادقون؟ فقال : حدّثني أبي عن أبيه عليهالسلام أن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب ، فسمّوه الصادق ، فإنّ للخامس من ولده ولدا اسمه جعفر يدّعي الامامة اجتراءً على اللّه وكذبا عليه ، فهو عند اللّه جعفر الكذاب المفتري على اللّه والمدّعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يروم كشف ستر اللّه عند غيبة ولي اللّه عز وجلّ ...
ثمّ قال : كاني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي اللّه ، والمغيب في حفظ اللّه ، والتوكيل بحرم أبيه جهلاً منه بولادته ، وحرصا على قتله إن ظفر به ، طمعا في ميراث أبيه حتى يأخذه بغير حقّه ... » (١).
وحينما ولد جعفر فرح أهل الدار بولادته ، ولم يروا أثرا للسرور على أبي الحسن عليهالسلام ، روى الشيخ الصدوق بالاسناد عن صالح بن محمد بن عبد الله ، عن أمه فاطمة بنت محمد بن الهيثم ، قالت : كنت في دار أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهالسلام في الوقت الذي ولد فيه جعفر ، فرأيت أهل الدار قد سروا به ، فصرت إلى أبي الحسن عليهالسلام ، فلم أره مسروراً بذلك. فقلت له : يا سيدي ، ما لي
__________________
(١) علل الشرائع / الشيخ الصدوق ١ : ٢٣٤ / ١ ـ المطبعة الحيدرية ـ النجف ـ ١٣٨٥ هـ ، إكمال الدين : ٣١٩ / ٢ باب ٣١.