أراك غير مسرور بهذا المولود؟ فقال عليهالسلام : « هون عليك أمره ، فإنّه سيضلّ خلقا كثيرا » (١).
وقد تحقق ما قاله أهل البيت عليهمالسلام عن فتنته وضلالته ، حيث كانت له بعد شهادة أخيه الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ثلاثة أدوار سيئة :
١ ـ الايعاز إلى الدولة باحتمال وجود الإمام المهدي عليهالسلام ، فبدأت سلسلة من المطاردات والاعتقالات لعيال الإمام عليهالسلام ، ولم يتمكنوا من العثور على الإمام المهدي عليهالسلام ، وبذلك يكون جعفر قد كشف ما أوجب اللّه تعالى ستره وكتمانه.
وقد أجمل الشيخ المفيد رحمهالله جملة هذه الأدوار المشينة وغيرها التي قام بها جعفر الكذاب بعد شهادة أخيه الحسن عليهالسلام بقوله : « تولّى جعفر بن علي أخو أبي محمد عليهالسلام أخذ تركته ، وسعى في حبس جواري أبي محمد عليهالسلام واعتقال حلائله ، وشنّع على أصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بامامته ، وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشرّدهم ، وجرى على مخلّفي أبي محمد عليهالسلام بسبب ذلك كلّ عظيمة ، من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذلّ ، ولم يظفر السلطان منهم بطائل.
وحاز جعفر ظاهر تركة أخيه أبي محمد عليهالسلام ، واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه ، فلم يقبل أحد منهم ذلك ، ولا اعتقده فيه ، فصار إلى سلطان الوقت يلتمس مرتبة أخيه ، وبذل مالاً جليلاً ، وتقرّب بكلّ ما ظنّ أنه يتقرّب به ، فلم
__________________
(١) إكمال الدين : ٣٢١ / آخر الحديث ٢ باب ٣١ ، الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢٢٦ / ١٩٣.