عليه وقال : « يا سعيد ، لا يكفّ عني جعفر حتى يقطع إرباً! اذهب واعزب » ، قال سعيد : فخرجت مرعوباً ، ودخلني من هيبته ما لا أحسن أن أصفه ... » (١).
وتأثر بهيبة الامام عليهالسلام حتى الخزر الذين أحضرهم الفتح بن خاقان بأمر المتوكل ، وأمرهم أن يقتلوه ، فلما بصر به الخزر خروا سجداً مذعنين ، ورمى المتوكل بنفسه من السرير إليه ، وانكب عليه يقبّل بين عينيه ، وهو يقول : ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت؟ قال : جاءني رسولك. فقال المتوكل : كذب ابن الفاعلة ، ارجع يا سيدي من حيث جئت. فلما خرج أبو الحسن عليهالسلام دعا المتوكل الخزر ، ثم أمر الترجمان أن يخبره بما يقولون ، ثم قال لهم : لِمَ لا تفعلوا ما أمرتكم به؟ قالوا : لشدة هيبته (٢).
ومن عظيم هيبته عليهالسلام أن جميع السادة العلويين والطالبيين وغيرهم من المعاصرين له ، قد أجمعوا على تعظيمه وتقديمه والترجل له والاعتراف له بالزعامة والفضل مع كونهم من المشايخ الكبار والسادة المقدمين ، أمثال عم أبيه زيد بن الامام موسى بن جعفر عليهماالسلام.
روى ابن جمهور عن سعيد بن عيسى ، قال : « رفع زيد بن موسى إلى عمر ابن الفرج مراراً يسأله أن يقدمه على ابن أخيه ، ويقول : إنه حدث وأنا عم أبيه. فقال عمر ذلك لأبي الحسن عليهالسلام ، فقال عليهالسلام : إفعل واحدة ، أقعدني غداً قبله ، ثم انظر. فلما كان من الغد أحضر عمر أبا الحسن عليهالسلام فجلس في صدر المجلس ، ثم أذن لزيد بن موسى فدخل فجلس بين يدي أبي الحسن عليهالسلام ، فلما كان يوم
__________________
(١) الثاقب في المناقب : ٥٣٩.
(٢) الثاقب في المناقب : ٥٥٦ ، الخرائج والجرائح ١ : ٤١٧ / ٢١ ، كشف الغمة ٣ : ١٨٥.