الخميس أذن لزيد بن موسى قبله فجلس في صدر المجلس ، ثم أذن لأبي الحسن عليهالسلام فدخل فلما رآه زيد قام من مجلسه وأقعده في مجلسه ، وجلس بين يديه » (١).
وعن محمد بن الحسن الأشتر العلوي الحسيني ، قال : كنت مع أبي علي باب المتوكل ، وأنا صبي ، في جمع من الناس في ما بين طالبي إلى عباسي إلى جعفري إلى غير ذلك ، إذ جاء أبو الحسن علي بن محمد عليهماالسلام ، فترجل الناس كلهم ، حتى دخل فقال بعضهم لبعض : لم نترجل لهذا الغلام؟ فما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سناً ولا بأعلمنا! فقالوا : والله لا ترجلنا له. فقال أبو هاشم الجعفري : والله لتترجلن له على صغره إذا رأيتموه. فما هو إلا أن طلع وبصروا به حتى ترجل له الناس كلهم ، فقال لهم أبو هاشم : ألستم زعمتم أنكم لا تترجلون له؟ فقالوا : ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا » (٢).
وشاهده رجل من اصفهان يقال له عبد الرحمن ، أخرجه أهل اصفهان مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين ، فكان بباب المتوكل يوماً إذ خرج الأمر بإحضارالامام عليهالسلام ، قال عبد الرحمن : فأقبل راكباً على فرس ، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرته صفين ينظرون إليه ، فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل ، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة ، قال : فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي (٣).
__________________
(١) المناقب / ابن شهر آشوب ٤ : ٤٠١ ، اعلام الورى ٢ : ١٢٥.
(٢) المناقب / ابن شهرآشوب ٤ : ٤٠٧ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٦٧٥ / ٧ ، الثاقب في المناقب : ٥٤٢.
(٣) الخرائج والجرائح ١ : ٣٩٢.