ومن مظاهر تعظيم الامام عليهالسلام من قبل سائر الناس أنه لما أقيمت الصلاة عليه بعد استشهاده عليهالسلام كثر الناس واجتمعوا وكثر بكاؤهم وضجتهم ، فرد النعش إلى داره فدفن فيها (١).
وامتدت آثار هيبته عليهالسلام إلى البهائم والطير ، كما ورد في أخبار كثيرة ، وليس ذلك ببعيد عن المؤمن المخلص ، فكيف إذا كان إماما معصوما وحجةً على الخلق؟
فقد جاء في الحديث عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أنه قال : « المؤمن يخشع له كلّ شيء ، ويهابه كلّ شيء » وقال صلىاللهعليهوآله : « إذا كان مخلصا أخاف اللّه منه كلّ شيء حتى هوام الأرض والسباع وطير الهواء » (٢).
عن أبي هاشم الجعفري ، قال : « أنه كان للمتوكل مجلس بشبابيك كيما تدور الشمس في حيطانه ، قد جعل فيها الطيور التي تصوت ، فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس ، فلا يسمع ما يقال له ، ولا يسمع ما يقول ، لاختلاف أصوات تلك الطيور ، فإذا وافاه علي بن محمد بن الرضا عليهمالسلام سكتت الطيور ، فلا يسمع منها صوت واحد إلى أن يخرج ، فإذا خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها. قال : وكان عنده عدة من القوابج في الحيطان ، فكان يجلس في مجلس له عال ، ويرسل تلك القوابج تقتتل وهو ينظر إليها ويضحك منها ، فإذا وافى علي بن محمد عليهالسلام ذلك المجلس لصقت القوابج بالحيطان فلا تتحرك عن مواضعها حتى ينصرف ، فإذا انصرف عادت في القتال » (٣).
* * *
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٣.
(٢) الدعوات / الراوندي : ٢٢٧.
(٣) بحار الأنوار ٥٠ : ١٤٨ / ٣٤.