وبنى قصراً في سفينة وصفه البحتري بقوله :
غنينا على قصر يسير بفتية |
|
قعود على أرجائه وقيام |
تظل البزاة البيض تخطف حولنا |
|
جآجئ طير في السماء سوام (١) |
وإلى جانب صور البذخ تعاني الأكثرية من عامة الناس الحرمان والفقر وصعوبة العيش ، وفرض المتوكل حصاراً قاسياً على خصوص العلويين وعموم الطالبيين (٢).
أما الإسراف في مراسم البلاط الخاصة بأولاد الخلفاء والامراء وغيرهم فمما يطول به الحديث ، ومن شواهد ذلك ما نقله ابن كثير عن مراسم تزوج الحسن بن الافشين باترجة بنت أشناس سنة ٢٢٤ ودخل بها في قصر المعتصم بسامراء ، وكان عرساً حافلاً وليه المعتصم بنفسه ، حتى قيل إنهم كانوا يخضبون لحا العامة بالغالية (٣).
ومن ذلك مراسم تسليم المعتز على أبيه بالخلافة ، فقد ذكر المؤرخون أنه لما جلس المعتز وهو صبي على المنبر وسلم على أبيه بالخلافة ، وخطب الناس ، نثرت الجواهر والذهب والدراهم على الخواص والعوام بدار الخلافة ، وكان قيمة ما نثر من الجواهر يساوي مئة ألف دينار ، ومثلها ذهبا ، وألف ألف درهم غير ما كان من خلع وأسمطة وأقمشة مما يفوت الحصر ... (٤).
__________________
(١) ديوان البحتري ٣ : ٢٠٢ ـ دار المعارف ـ ١٩٦٣.
(٢) راجع : مقاتل الطالبيين : ٣٩٦.
(٣) البداية والنهاية ١٠ : ٣١٧.
(٤) البداية والنهاية ١١ : ١٧.