التي تعجّ بألوانٍ من مظاهر الترف والبذخ واللهو والمجون ، وقد أنفقوا عليها أموالاً طائلة ، فقد بنى المعتصم قصوراً عدة بعشرات الملايين من الدراهم ، وحينما آلت الخلافة الى الواثق انتقل من قصور المعتصم وبنى له قصراً على شط دجلة يقال له الهاروني ، وجعل له دكتين : دكة غربية ودكة شرقية ، وكان من أحسن القصور (١).
وبالغ المتوكل في بناء القصور الى حد الهوس وكان منها : العروس وقد أنفق عليه ثلاثين ألف ألف درهم ، والشِّبنداز عشرة آلاف ألف درهم ، والغريب عشرة آلاف ألف درهم ، والبرج ألف ألف وسبعمائة ألف دينار ، والقصر المختار خمسة آلاف ألف درهم ، والوحيد ألفي ألف درهم ، الجعفري المحدث عشرة آلاف ألف درهم ، والبرج عشرة آلاف ألف درهم ، والصبح خمسة آلاف ألف درهم ، والمليح خمسة آلاف ألف درهم ، وقصر بستان الايتاخية عشرة آلاف ألف درهم ، والتل علوة وسفلة خمسة آلاف ألف درهم ، والجوسق في ميدان الصخر خمس مئة ألف درهم ، وبركوان للمعتز عشرين ألف ألف درهم ، والقلائد خمسين ألف دينار ، وجعل فيها أبنية بمائة ألف دينار ، والغرد في دجلة ألف ألف درهم ، والقصر بالمتوكلية وهو الذي يقال له الماحوزة خمسين ألف ألف درهم ، والبهو خمسة وعشرين ألف ألف درهم ، واللؤلؤة خمسة آلاف ألف درهم ، وغيرها كثير.
وقيل : أنفق على الجوسق والجعفري والهاروني أكثر من مئتي ألف ألف درهم (٢).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٣.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ : ٤٠ ، وراجع : معجم البلدان / ياقوت ٢ : ٦٠ ـ دار إحياء التراث العربي عند ذكر الجعفري وسامراء ، وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩١ ـ ٤٩٢ ، والبداية والنهاية ١٠ : ٣٤٦ ، والكامل في التاريخ ٦ : ١٣٠.