له بالحائر. فأعلمته عليهالسلام ما قال ، فقال لي : قل له : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل من البيت والحجر ، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر ، وإن لله بقاعاً يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه ، والحائر منها » (١).
وفي رواية قال : « إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر ، وحرمة النبي صلىاللهعليهوآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت ، وأمره الله أن يقف بعرفة ، إنما هي مواطن يحبّ الله أن يذكر فيها ، فأنا أحبّ أن يدعى لي حيث يحبّ الله أن يدعى فيها ، والحائر من تلك المواضع » (٢).
ح ـ وله عليهالسلام أدعية وتعقيبات كثيرة : فقد كان عليهالسلام يعقب بعد صلاة الفجر ولا ينام ، وكان يدعو بدعاء طويل عقيب صلاة العصر ، وروي عنه دعاء الفرج وأدعية ومناجيات أخرى في أغراض شتى ، ولو أوردناها جميعاً لطال بنا المقام وخرجنا عن غرض الكتاب (٣).
٢٧ ـ تربية نخبة صالحة من أصحابه الرواة والفقهاء والمؤلفين ، ولاريب أن العطاءات العلمية للإمام عليهالسلام تنكشف من خلال عمل أصحابه المعتمدين ، وهم يشكّلون الامتداد الروحي والفكري للإمام في أوساط الاُمّة ، وتزداد الحاجة الى مثل هؤلاء الأتباع في زمان الامام الهادي عليهالسلام بسبب الظروف الداعية إلى السرية والاحتجاب نتيجة سياسة القهر والاقصاء والمراقبة المفروضة على الامام عليهالسلام من قبل السلطة.
__________________
(١) كامل الزيارات : ٢٨٨ / ٣ باب ٩٠.
(٢) كامل الزيارات : ٢٨٧ / ١ باب ٩٠.
(٣) راجع : مهج الدعوات : ٦٠ و ٦١ و ٢٧١ ، البلد الأمين : ٦٠ ، مصباح المتهجد : ٥٥٦.