ومارس الامام الهادي عليهالسلام دور التربية والتوجيه والاعداد لخاصة أصحابه وقاعدته المؤمنة بمرجعيته الفكرية والروحية ، لتحصينهم من موجات الانحراف العقائدي والفكري ، وتسليحهم بالفقه والمعرفة ، فجعل منهم دعاة حق وخير ، ومراجع تهرع اليهم الاُمّة عند الأزمات ، وتنهل شتى أنواع المعارف.
قال أبو حماد الرازي : « دخلت على الامام علي بن محمد عليهالسلام بسر من رأى ، فسألته عن أشياء من الحلال والحرام فأجابني عنها ، فلما ودعته قال لي : يا حماد إذا أشكل عليك شيء من أمر دينك بناحيتك ، فسل عنه عبد العظيم الحسني ، واقرأه مني السلام » (١).
وكان من نتائج ذلك الاشراف والتواصل بين الإمام عليهالسلام وقاعدته أن اكتملت في عصره عليهالسلام معالم مدرسة الفقهاء الرواة الذين كانوا يعيشون في أوساط الناس ، وينقلون إليهم الأحكام والسنن والعقائد ، واستوفت تلك المدرسة كل متطلبات المدرسة العلمية من حيث المنهج والمصدر والمادة ، ومهّدت بذلك لعهد الغيبة الصغرى حيث انبثقت عنها مدرسة الفقهاء المحدثين (٢).
ولغرض الاطلاع على سعة تلك المدرسة وامتداد مرجعية الإمام الهادي عليهالسلام ومكانته العلمية ودوره في التشريع ، نذكر بعض أقطاب تلك المدرسة الثقات والمؤلفين وكما يلي.
__________________
(١) معجم رجال الحديث / السيد الخوئي ١٠ : ٥٣.
(٢) راجع : تاريخ التشريع الاسلامي / د. عبد الهادي الفضلي : ١٩٤ ومابعدها ـ دار الكتاب الاسلامي ـ ١٤١٤ هـ.