هذه كانت أفعال المعتز مع إخوته وأبناء عمومته ، أما مع الطالبيين ، فكانت أشد وأقسى ، وهي تتوزع بين الابعاد والتشريد والحبس والقتل ، ففي أيام المعتز قتل عبد الرحمن خليفة أبي الساج أحمد بن عبد الله بن موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي ، وتوفي في الحبس عيسى بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وكان أبو الساج حمله فحبس بالكوفة فمات هناك ، وقتل بالري جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، وقتل إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي ، وحبس أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي في دار مروان ، حبسه الحارث بن أسد عامل أبي الساج في المدينة فمات في محبسه (١).
مما تقدم يتبين أن واقع الحال يشير إلى أن المعتز متّهم بقتل الإمام عليهالسلام ، وقد ورد التصريح بموت الإمام عليهالسلام مسموما كما تقدم ، ويقوّي هذا الاحتمال كون الإمام عليهالسلام مات وهو في أوج الصحة والقوة والعنفوان.
قال أمين الاسلام الطبرسي : « ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه عليهالسلام مضى مسموما ، وكذلك أبوه وجده وجميع الأئمّة عليهمالسلام خرجوا من الدنيا بالشهادة ، واستدلوا على ذلك بما روي عن الصادق عليهالسلام من قوله : مامنا إلاّ مقتول شهيد. واللّه أعلم بحقيقة ذلك » (٢).
__________________
بعدها ، البداية والنهاية ١١ : ١١ و ١٢.
(١) مقاتل الطالبيين : ٤٣٣.
(٢) أعلام الورى ٢ : ١٣١.