والغالب على تلك الثورات هو الدعوة إلى إقامة حكم اللّه في الأرض ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدفاع عن حقوق المظلومين ، وبعضها دعا إلى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآله كثورة محمد بن القاسم العلوي ويحيى بن عمر وأحمد بن عيسى والحسن بن زيد وأخيه محمد بن زيد وغيرهم؛ ولأهميّة تلك سنذكر أهم الثوار الذين حملوا السلاح بوجه السلطة العباسية في هذه الفترة ، وهم :
أ ـ محمد بن القاسم العلوي :
وهو محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، وأمه صفية بنت موسى بن عمر بن علي بن الحسين. ويكنى أبا جعفر. ويلقب بالصوفي للبسه ثياب الصوف البيض ، وكان من أهل العلم والفقه والدين والزهد وحسن السيرة.
وخرج في الطالقان من خراسان في أيام المعتصم ، داعياً إلى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان معه جماعة من وجوه الزيدية ، منهم : يحيى بن الحسن بن الفرات ، وعباد بن يعقوب الرواجني ، وتبعه في مدة يسيرة خلق كثير ، وتمت سيطرته على الطالقان مدة أربعة أشهر ، فلما بلغ خبره عبداللّه بن طاهر وجّه إليه الجيوش تلو الجيوش ، فكانت له معها وقعات بناحية الطالقان وجبالها ، أحرز فيها الغلبة أولاً ، وتغلب ابن طاهر أخيراً على جيش ابن القاسم ، فتفرق أصحابه في النواحي والآكام ، واستتر ابن القاسم في نسا مدة طويلة ، واستمر أصحابه في الدعوة اليه ، ثم أنه وشي به الى ابن طاهر ، فأُلقي عليه القبض وسيّر مقيداً بالحديد ، فأدخل إلى عبداللّه بن طاهر.
قال إبراهيم بن غسان : ما رأيت قط أشد اجتهاداً منه ، ولا أعفّ ، ولا أكثر