قال ابن شهرآشوب : لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله عليهالسلام ، فكتب إلى عبد الملك الزيات أن ينفذ إليه التقي وأم الفضل (١).
وكان الامام الجواد عليهالسلام يعلم بأن رحلته هذه هي الأخيرة التي لا عودة بعدها ، لذلك أخبر أحد أصحابه وهو إسماعيل بن مهران بأنّه غير عائد من رحلته هذه مرة اُخرى ، وأخبره أن الامام بعده ابنه علي عليهالسلام (٢).
واستمهل المأمورين بحمله الى المعتصم لحين أداء الموسم ، وفعلاً مضى الإمام الجواد عليهالسلام لاداء مراسم الحج مصطحباً ابنه أبا الحسن الهادي عليهالسلام وكان عمره آنذاك نحو سبع سنين ، وترك مكّة فور أداء المناسك معرجا على مدينة الرسول صلىاللهعليهوآله ومنها انصرف إلى العراق ومعه زوجته ابنة المأمون ، وخلف ابنه أبا الحسن الهادي عليهالسلام في المدينة ، وسلم إليه المواريث والسلاح وأوصى اليه ونص عليه بمشهد ثقاته وأصحابه (٣) ، وأخيرا ينتهي به المسير إلى بغداد ويدخلها لليلتين بقيتا من المحرم سنة ٢٢٠ هـ (٤).
لم يمهل الامام الجواد عليهالسلام الا نحو عشرة أشهر في بغداد ، فقد استشهد في ذي القعدة سنة ٢٢٠ هـ (٥) ، ودفن في مقابر قريش ببغداد الى جنب جده أبي
__________________
(١) المناقب ٤ : ٣٨٤.
(٢) اُصول الكافي ١ : ٣٢٣ / ١ باب الاشارة والنص على أبي الحسن الثالث عليهالسلام ، الثاقب في المناقب / ابن حمزة الطوسي : ٥١٦.
(٣) راجع : إثبات الوصية / المسعودي : ١٩٢ ، عيون المعجزات : ١٣١ ، دلائل الإمامة / الطبري : ٣٩٥ ـ مؤسسة البعثة ـ قم ـ ١٤١٣ هـ.
(٤) راجع : الإرشاد / الشيخ المفيد ٢ : ٢٩٥ ، روضة الواعظين ١ : ٢٤٣.
(٥) الإرشاد ٢ : ٢٩٥.