الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، وكان له يوم قبض خمس وعشرون سنة وأشهر.
وعلى الرغم من اختلاف الروايات في كيفية شهادة الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام الا انه صرح أغلب محدثي الشيعة ومؤرخيهم بأنه عليهالسلام قبض مسموماً وأن الذي باشر ذلك المعتصم أو أحد أعوانه (١).
وذكر المسعودي في تاريخه أن أم الفضل بنت المأمون لما قدمت معه من المدينة إلى المعتصم سمته (٢).
ويبدو مما ذكره المسعودي مفصلاً في اثبات الوصية وغيره من المؤرخين أن المشتركين بالتآمر على حياة الامام عليهالسلام زوجته أم الفضل زينب بنت المأمون ، وهي أداة التنفيذ والمباشر الأول في هذا العمل الاجرامي ، ثم أخوها جعفر بن المأمون ، ومدبّر هذا الأمر عمّهم المعتصم بن هارون.
قال المسعودي وغيره من المؤرخين : لما انصرف أبو جعفر عليهالسلام إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبران ويعملان الحيلة في قتله ، فقال جعفر لاخته أم الفضل ـ وكانت لامه وأبيه ـ في ذلك لانه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها مع شدة محبتها له ، ولانها لم ترزق منه ولدا ، فأجابت أخاها جعفراً ، وجعلوا سماً في شيء من عنب رازقي ، وكان يعجبه العنب الرازقي ، فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي ، فقال لها : « ما بكاؤك؟ والله ليضربنك الله بفقر لا ينجبر وبلاء لا ينستر » فبليت بعلة في
__________________
(١) تفسير العياشي ١ : ٣٢٠ / ١٠٩ ، مروج الذهب ٣ : ٤٦٠ ، اثبات الوصية : ١٩٢ ، روضة الواعظين / الفتال : ٢٤٣ ، دلائل الإمامة / الطبري : ٣٩٥ ، مصباح الكفعمي : ٥٢٣ ، مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٣٨٤.
(٢) مروج الذهب ٤ : ٥٢.