أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض في كل وقت ، فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلة حتى احتاجت إلى رفد الناس .... ويروى أنّه قد تردّى جعفر في بئر فأخرج ميتاً وكان سكراناً (١).
وذكر الطبري وابن شهر آشوب في رواية اخرى أنها سمّته بمنديل يمسح به عند الملامسة ، فلما أحس بذلك قال لها : « أبلاك الله بداء لا دواء له » ، فوقعت الأكلة في فرجها ، فكانت تنكشف للطبيب ، ينظر إليها ويشير عليها بالدواء ، فلا ينفع ذلك شيئاً حتى ماتت في علتها (٢).
وعلى الجملة ، فإنّ المعتصم هو السبب الأوّل لقتل الإمام عليهالسلام ، هذا الرجل الذي وصفه المؤرخون بقولهم : كان ذا سطوة إذا غضب لا يبالي من قتل (٣).
وكان ممن قتلهم المعتصم سنة ٢٢٣ ابن أخيه العباس بن المأمون ، الذي قتله بمنبج فدفن هناك ، وكان طريقة قتله أنه أجاعه جوعاً شديداً ثم جيء بأكل كثير فأكل منه وطلب الماء فمنع حتى مات.
وقتل جماعة من ولد المأمون أيضاً ، وسجن مجموعة من الامراء ثم أخذهم بأنواع النقمات التي اقترحها لهم ، فقتل كل واحد منهم بنوع لم يقتل به الآخر (٤).
هذا ، وإنّ كثيراً من أصحابنا ذهب إلى أن جميع الأئمّة عليهمالسلام خرجوا من الدنيا بالقتل ، واستدلوا على ذلك بما روي عن الصادق عليهالسلام من قوله : « مامنا إلاّ
__________________
(١) اثبات الوصية : ١٩٢ ، دلائل الإمامة / الطبري : ٣٩٥ ، عيون المعجزات : ١٣١.
(٢) دلائل الامامة / الطبري : ٣٩٥ ، مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٣٩١.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٠ : ٣٠٢ ، والبداية والنهاية ١٠ : ٣٢٥.
(٤) راجع : البداية والنهاية ١٠ : ٣١٦.