قال الشاعر :
أنزله في أشنع المنازل |
|
وفخر كل منزل بالنازل |
من هو عند ربه مكين |
|
فلا عليه أينما يكون |
له رياض القدس مأوى ومقر |
|
خان الصعاليك غطاء للبصر (١) |
وقال آخر :
ما رعت للنبي فيه بنو العم |
|
ذماماً ولم يحوطوا ذمارا |
أشخصوه مع البريد لسامرا |
|
فلم يلق في سواها قرارا |
أنزلوه خان الصعاليك عمداً |
|
مذ أرادوا ذلاً به واحتقارا |
ما دروا أنه بدار عليها الله |
|
أرخى دون العيون ستارا (٢) |
ثمّ تقدّم المتوكل بافراد دارٍ للامام عليهالسلام فانتقل إليها ، والظاهر أن المتوكل أمر أولاً بحجز الإمام عليهالسلام وفرض الاقامة عليه في مكان غير لائق ، ثمّ أنه لما سمع الاطراء من قادة الجند الموكلين به والذين فتشوا داره ، صار مضطرا إلى إكرامه. نقل سبط ابن الجوزي عن علماء السير عن يحيى بن هرثمة أنه قال : « لمّا دخلت على المتوكل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته ، وأني فتّشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم ، وأن أهل المدينة خافوا عليه ، فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته وأجزل برّه ، وأنزله معه
__________________
كتاب الحجة ، بصائر الدرجات / الصفار : ٤٢٦ / ٧ و ٤٢٧ / ١١ ، الارشاد / الشيخ المفيد ٢ : ٣١١ ، مناقب ابن شهر آشوب ٤ : ٤١١ ، الخرائج والجرائح / القطب الراوندي ٢ : ٦٨٠ / ١٠ ، عيون المعجزات : ١٣٧ ، الثاقب في المناقب : ٥٤٢
(١) الأنوار القدسية / الشيخ محمد حسين الاصفهاني : ١٠١. (٢) الذخائر / الشيخ محمد علي اليعقوبي : ٦٣.