فصلت ، نقلتها من كتب ذوي الإتقان ، علماء علم البيان التي وقفت عليها ، وترقت همة اطلاعي إليها من كتب المتقدمين والمتأخرين ، وهي : كتاب البديع لابن المعتز ، وكتاب الحالي والعاطل للحاتمي. وكتاب المحاضرة له. وكتاب الصناعتين للعسكري. وكتاب اللمع للعجمي. وكتاب المثل السائر لابن الأثير. وكتاب الجامع الكبير لابن الأثير أيضا. وكتاب البديع لأسامة بن منقذ. وكتاب العمدة للزنجاني. وكتاب نظم القرآن له أيضا. وكتاب نهاية التأميل في كشف أسرار التنزيل لكمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم الأنصاري. وكتاب التفريع في علم البديع لزكي الدين عبد العظيم بن أبي الأصبع. وكل كتاب من هذه الكتب أخذ من كتب شتى مع ما أضفت إليها من فوائد مستعذبة ، وفرائد حسنة المساق مستغربة نقلتها عن الأمة الأعلام « الأكابر » ، ونقلتها عنهم من ألسنتهم لا من بطون الدفاتر ، وما أضفت إلى ذلك مما تفضل الله به ، ومنح من مهمل أبنته ومجمل فصلته ، وشارد قيدته وحصلته ليكمل بهذا الكتاب النفع ، ويأتي على نهاية من حسن الوصف وبديع الجمع ، وإحياء لعلم البيان المطلع على نكتب نظم القرآن الذي قد عفت آثاره ، وقلت أنصاره ، وتقاعدت الهمم عن تحصيله وضعفت العزائم عن معرفة فروعه فضلا عن أصوله ، فما علم من علوم الاسلامية رمي بالهجر والنسيان ما رمي به علم البيان.
ولو أداموا النظر فيه ، والتلمح لمعانيه. لاطلعوا من الكتاب العزيز على خفايا تهش لها القلوب ، ودقائق تسفر لهم عن وجوه المطلوب ، ومن لم يعرف هذا العلم كان عن فهم معاني الكتاب العزيز بمعزل ، ولم يقم ببعض حقوق المنزل والمنزل ، ومن وقف على هذه الأصول التي أصلتها والفصول التي فصلتها ، ظهر له مصداق هذه الدعوى ، وأخذ من التوصل إلى معرفة هذا العلم بالسبب الأقوى ، وحسن عنده موقعه ، وعظم في نفسه محله وموضعه. وخالطت قلبه بشاشة رونقه ، وجليت