والجنات جرم ، فلا يخبر بالجرم عن المعنى.
وقال الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام : لا حاجة إلى هذا التعسف لأن البشرى ليست عين الدخول ، ولا عين الخلود ، كما أنها ليست عين الجنات ، ولا بد من تأويله على كلا القولين بما ذكرناه ، وإلا كان خلفا لأن البشرى قول ، ولا يجوز أن يخبر عن القول بأنه جرم ، ولا بأنه دخول ولا خلود.
الحادي عشر : اطلاق اسم القول على المقول فيه وهو في القرآن كثير. من ذلك قوله تعالى : ( قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ ) ومنه قوله : ( سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً ) معناه وجب عليهم العذاب المقول فيه. ومنه قوله تعالى : ( فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا ) أي من مقولهم وهو الأدرة.
الثاني عشر : اطلاق اسم النبأ عن المنبأ عنه وهو في القرآن كثير.من ذلك قوله تعالى : ( فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ ).
الثالث عشر : اطلاق الاسم على المسمى ، وهو في القرآن كثير.من ذلك قوله تعالى : ( ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها ) معناه ما تعبدون من دونه إلا مسميات. ومنه قوله تعالى : ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) أي سبح ربك الأعلى ، ولذلك نقل عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا اذا قرءوها قالوا : سبحان ربي الأعلى. وقال عليه الصلاة والسلام : « اجعلوها في سجودكم » ومنه قوله صلّى الله عليه وسلم : « بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ».
ومن جعل الاسم هو المسمى في قوله : ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) كان التقدير فيه أقرأ بالله أي بمعونته وبتوفيقه ، ومن جعله