التسمية كان التقدير أتبرك بذكر اسم الله ، وبهذا يرد على من قدّر ابتدائي ، أو بدأت باسم الله ، إذ لا وجه للتبريك على بعض الفعل دون سائره ، ولا لنسبة ابتداء الفعل إلى التوفيق دون سائره ، لأن الحاجة داعية الى التبرّك والتوفيق في جميع الفعل دون انتهائه وابتدائه.
الرابع عشر : اطلاق اسم الكلمة على المتكلم به ، ومنه في القرآن كثير من ذلك قوله تعالى : ( وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللهِ ) أي لا مبدل لعذاب الله ، أو لا مبدل لمقتضى عذاب الله ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) تجوز بالكلمة عن المسيح لكونه تكوّن بها من غير أب بدليل قوله تعالى : ( وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) ولا تنصف الكلمة بذلك ، وأما قوله اسمه المسيح فإنّ الضمير فيه عائد إلى مدلول الكلمة ، والمراد بالاسم المسمى فالمعنى المسمى المبشر به المسيح ابن مريم.
الخامس عشر : اطلاق اسم اليمين على المحلوف وهو في القرآن في موضعين أحدهما قوله تعالى : ( وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ ) أي ولا تجعلوا قسم الله أو يمين الله مانعا لما تحلفون عليه من البر والتقوى بالصلاح بين الناس (١).
السادس عشر : اطلاق اسم الحكم على المحكوم به وذلك قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ ) أي بما يحكم به لكل واحد منهم من ثواب وعقاب فتجوز بالحكم عن متعلقه وهو المحكوم به ، وكذلك التعبير بلفظ القضاء عن المقضي به في قوله صلّى الله عليه وسلّم : « أعوذ بك من سوء القضاء » أي من سوء ما قضيت به ، إذ لا
__________________
(١) سقط من الاصل ذكر الموضع الثاني.