وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) الآية. فكما جعل التيسير لليسرى مشترطا بالاعطاء والتقى والتصديق جعل ضده وهو العسر مشترطا بأضداد تلك الامور ، وهي المنع وعدم الاتقاء والاستغناء والتكذيب .. وأما المعنوي فعلى قسمين. الاول : أن يزاوج بين معينين في الشرط والجزاء كقول البحتري (١).
والثاني : في النفي كقول البحتري أيضا :
يقيّض لي من حيث لا أعلم النوى |
|
ويسري إليّ الشوق من حيث أعلم |
ـ والطباق في القرآن كثير .. ومنه في السّنّة قوله صلى الله عليه وسلم ـ علم الانساب علم لا ينفع ، وجهل لا يضر ـ وقوله صلى الله عليه وسلم في مدح الأنصار ـ « إنّكم لتقلون عند الطمع وتكثرون عند الجزع » .. ومن الطباق البديع قول الشاعر :
إنّ هذا الرّبيع شيء عجيب |
|
تضحك الارض من بكاء السماء |
__________________
(١) بياض بالأصل.