يقول : أن الرمان والرطب فاكهة. وأما على قول من يقول أنهما ليسا من الفاكهة ، فلا يكون من هذا النوع .. ومن ذلك قوله : ( مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ) أعاد الله ذكر جبريل وميكال مع أنهما من الملائكة بلا خلاف لخصوصية فيهما إما لأمر اختص بعلمه بهما اقتضى تخصيصهما ، أو لأن جبريل روح الله وأمينه على وحيه ، وميكال أمينه على خزائن فتحه ورحمته. وفي أشعار العرب كثير من ذلك نحو قول الخنساء أخت صخر :
يذكّرني طلوع الشمس صخرا |
|
وأندبه لكلّ غروب شمس |
وإنما خصت هذين الوقتين لأن طلوع الشمس يذكرها بغارته على أعدائه وغروبها يذكرها باقرائه ضيفانه ، فاختصت لهذين الوقتين من بين سائر الاوقات لهذين المعنيين. وعبارات التخصيص ثلاثة : الأولى : إنما جاءني زيد. الثانية : جاءني زيد لا عمرو. والثالثة : ما جاءني إلاّ زيد.فيفهم من الأولى تخصيص مطلق المجيء أو تخصيص مجيء معين ظنه المخاطب مخصوصا بغيره ، أو مشاركا غيره فيه فأفاد اثباته لزيد ونفيه عن غيره دفعة واحدة ، ومن الثانية في دفعتين والثالثة بأصل الوضع تفيد نفي التشريك ، ولهذا لا يصح ما زيد إلاّ قائم لا قاعد لأنك بقولك ـ إلا قائم ـ نفيت عنه كل صفة تنافي القيام فيندرج فيه نفي القعود فيقع ـ لا قاعد ـ تكرارا ويصح إنما زيد قائم لا قاعد فإن صيغة ـ إنما ـ موضوعة للتخصيص ويلزمه نفي الشركة ، فليس له من القوة ما يدل عليه بالوضع ، ولهذا يصح زيد هو الجائي لا عمرو فدلالة الأوليين على التخصيص أقوى ، ودلالة الثالثة على نفي التشريك ، وقد تذكر الثالثة في مثل ما إذا ادعى واحد أنك قلت قولا ، ثم قلت بخلافه فتقول ما قلت إلاّ ما قلته قبل. وعليه قوله تعالى : حكاية عن عيسى عليه الصلاة والسلام : ( ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ ما أَمَرْتَنِي بِهِ ) ليس المعنى أني لم أزد