منها .. قال الشاعر :
ألم تر أنّ الله أعطاك سورة |
|
ترى كلّ ملك دونها يتذبذب |
كأنّك شمس والملوك كواكب |
|
إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب |
ومعناه أعطاك منزلة فوق منازل الملوك ، وهو قول حسن .. وأما الآية ففيها أربعة أقوال : الأول : أنها اشتقت من العلامة ، والآية علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها. الثاني : أنها سميت بذلك لأنها كلمات مجتمعة من القرآن من قولهم : خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم. الثالث : الآية الرسالة والقصد .. قال الشاعر :
ألا أبلغا هذا المعرّض آية |
|
أيقظان قال القول إذ قال أم حلم |
معناه بلغاه رسالة والآية رسالة من الله إلى نبيه وخلقه. الرابع :إنما سميت بذلك لأنها عجب لأنها تشبه كلام البشر ، ولا يقدرون على الإتيان بمثلها من قولهم فلان آية من الآيات ، أي عجب وهو قول حسن .. وأما الكلمة فهي اللفظة الدالة على المعنى المفرد ، أو على معنيين أحدهما حقيقة ، والآخر مجاز وهي في كتاب الله تعالى تطلق ويراد بها معان سبعة :
أحدها : كلمة التوحيد وهي لا إله إلاّ الله. الثاني تطلق ويراد بها الشرك قال الله تعالى : ( وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى ) يعني الشرك : ( وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا ) يعني كلمة الاخلاص والتوحيد. ومنه قوله تعالى : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قال مجاهد والسدّي هي قول لا إله إلا الله. الثالث : تطلق ويراد بها الوعد. ومنه قوله تعالى : ( وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ ) يعني وعدم الساعة. قال الله تعالى : ( بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ ). الرابع : تطلق ويراد بها دعاء الله الخلق اليه. ومنه قوله تعالى : ( إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ ) الآية. الخامس : تطلق ويراد بها عيسى عليه الصلاة والسلام. ومنه قوله تعالى : ( وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) سماه كلمة لأنه