الجاري مجرى القسم .. الخامسة : أنه أورد الفعل بلفظ الماضي دلالة على أن الكوثر لم يتناول عطاء العاجلة دون عطاء الآجلة ، ودلالة على أن المتوقع من سيب الكريم في حكم الواقع .. السادسة : جاء بالكوثر محذوف الموصوف ، لأن المثبت ليس فيه ما في المحذوف من فرط الإيهام والشياع ، والتناول على طريق الاتساع .. السابعة : اختيار الصفة المؤذنة بالكثرة .. الثامنة : أتى بهذه الصفة مصدرة باللام المعروف بالاستغراق لتكون لما يوصف بها شاملة ، وفي إعطاء معنى الكثرة كاملة.
وأما الثمانية التي في قوله : ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) فالأول فاء التعقيب هاهنا ، مستفادة من معنى التسبب لمعنيين. أحدهما جعل الأنعام الكثيرة سببا للقيام بشكر المنعم وعبادته. الثانية جعله لترك المبالاة بقول العدوّ فإن سبب نزول هذه السورة أن العاص بن وائل قال : إن محمدا صنبور ـ والصنبور ـ الذي لا عقب له ، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه السورة. الثالثة :قصده بالأمر التعريض بذكر العاص ، وأشباهه ممن كانت عبادته ونحره ، لغير الله وتثبيت قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصراط المستقيم واخلاصه العبادة لوجهه الكريم.
الرابعة : أشار بهاتين العبادتين إلى نوعي العبادات أعني الأعمال البدنية التي الصلاة قوامها والمالية التي نحر الإبل سنامها للتنبيه على ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختصاص في الصلاة التي جعلت فيها قرة عينه ، ونحر الابل التي همته فيه قوية.
روي عنه صلى الله عليه وسلم : أنه أهدى مائة بدنة فيها جمل في أنفه برة من ذهب. الخامسة : حذف اللام الأخرى لدلالة الأولى عليها. السادسة : مراعاة حق السجع الذي هو من جملة صنعة البديع إذا ساقه قائله مساقا مطبوعا ، ولم يكن متكلفا. السابعة : قوله ـ لربك ـ