تعالى : ( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ ) وأيضا مثل تشبيه الحجة بالشمس وبالنور الذي هو محسوس بالبصر ، وليس لأحد ان يقول الحجة أيضا مسموعة.
قلنا المفيد هو المعاني العقلية الحاصلة في الذهن ووجه المشابهة أن القلب مع الشبه كالبصر مع الظلمة في أن البصر في الظلمة لا يفيد لصاحبه مكنة السعي ، ولو سعى فربما دفع إلى الهلاك فتردّى في أهوية ومن الأمثلة تشبيه العدل بالقسطاس ..
وأما القسم الرابع وهو تشبيه المحسوس بالمعقول فهو غير جائز لأن العلوم العقلية مستفادة من الحواس ومنتهية اليها ، ولذلك قيل : من فقد حسا فقد علما ، وإذا كان المحسوس أصلا للمعقول فتشبيهه به يكون جعلا للفرع أصلا وللأصل فرعا ، وهو غير جائز ، وكذلك لو حاول محاول المبالغة في وصف الشمس بالظهور أو المسك بالطيب فقال الشمس في الظهور كالحجة والمسك في الطيب كخلق فلان كان سخفا من القول مع أنه قد ورد في الكلام الفصيح وأشعار العرب والمتأخرين منه ما لا يحصى. فمن ذلك قول بعضهم :
وكأنّ النجوم بين دجاها سنن لاح بينهنّ ابتداع ـ وكقول بعضهم :
ولقد ذكرتك والظلام كأنه |
|
يوم النوى وفؤاد من لم يعشق |
ـ وقول بعضهم :
كأنّ ابيضاض البدر من تحت غيمه |
|
نجاة من البأساء بعد وقوعه |
ـ وقول التنوخي :