وَالسَّمِيعِ ) وقال تعالى : ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ). وقال تعالى ( فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ).
وقال تعالى : ( وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً ). وقال تعالى : ( إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا ) وفي الحديث الصحيح فمن أين يكون الشبه والشّبه. وأما الافعال فكقوله تعالى : ( يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً ). وقال تعالى : ( يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى ).
وأما الحروف فكقوله تعالى : ( كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ ). وقوله تعالى : ( كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ ). وقوله تعالى : ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ). وأما ـ كأنّ ـ فكقوله تعالى : ( كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ ) وفي القرآن من هذا كثير.
وأما في كلام العرب الفصحاء منهم وأشعارهم فشيء كثير أضربنا عن ذكره لكثرته وشهرته .. وقال ابن الأثير وقد وقع في القرآن العزيز التشبيه بغير أداة في مواضع كثيرة. منها قوله تعالى : ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ). وقوله تعالى : ( خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ) وهو أبلغ في التشبيه .. قال جمهور علماء هذا الشأن : التشبيه يكون بأداة تارة ، وتارة بغير أداة ، لكن إذا كان بغير أداة كان أبلغ وأوجز ، لأن قولنا ـ زيد أسد ـ يعطي ظاهره من المعنى أنّا أخبرنا عن زيد أنه أسد ، وذكرنا أنه هو الا أن حرف التشبيه الذي كان مخفيا في الاول فيصير حينئذ تشبيها لزيد بالأسد ، والاول كان قد جعل هوالأسد ، وحرف التشبيه يقدر فيه تقديرا فمن هذا الوجه كان الأول أبلغ وأشد وقعا في النفس. وأما كونه أوجز فلأن قولنا ـ زيد أسد ـ أخص من قولنا ـ زيد كأنه الأسد ـ وان كان المعنيان سواء.
وأما السابع : في تشبيه الشيئين بالشيء ، وقد يشبه الشيئين بالشيء الواحد ، وانما جاز ذلك لأنّ المشبه قد يأخذ صفة من صفات