بِشُرُوطِهِ (١) وَاسْتَكْمَلَ (٢) مَا وَصَفَ فِي عَهْدِهِ ، نَالَ مَا (٣) عِنْدَهُ وَاسْتَكْمَلَ وَعْدَهُ (٤)
إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ (٥) الْهُدى ، وَشَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ (٦) ، وَأَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ ، فَقَالَ : ( وَإِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) (٧) وَقَالَ : ( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (٨) فَمَنِ اتَّقَى اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيمَا أَمَرَهُ ، لَقِيَ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مُؤْمِناً بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، فَاتَ (٩) قَوْمٌ وَمَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَهْتَدُوا ، وَظَنُّوا (١٠) أَنَّهُمْ آمَنُوا ، وَأَشْرَكُوا مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ ؛ إِنَّهُ مَنْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا اهْتَدى ، وَمَنْ أَخَذَ فِي غَيْرِهَا سَلَكَ طَرِيقَ (١١) الرَّدى.
وَصَلَ اللهُ طَاعَةَ وَلِيِّ أَمْرِهِ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ ، وَطَاعَةَ رَسُولِهِ بِطَاعَتِهِ (١٢) ؛ فَمَنْ (١٣) تَرَكَ طَاعَةَ وُلَاةِ الْأَمْرِ ، لَمْ يُطِعِ اللهَ وَلَا رَسُولَهُ ، وَهُوَ الْإِقْرَارُ بِمَا نَزَلَ (١٤) مِنْ عِنْدِ اللهِ (١٥) ،
__________________
(١) في « ص ، بر ، بف » والوافي والكافي ، ح ٤٧٤ : « بشرطه ».
(٢) في الكافي ، ح ٤٧٤ : « واستعمل ».
(٣) في البحار : « ممّا ».
(٤) في الكافي ، ح ٤٧٤ : « ما وعده ».
(٥) هكذا في « ب ، ج ، ز ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وحاشية « د » وشرح المازندراني والوافي والبحار والكافيح ٤٧٤. وفي سائر النسخ والمطبوع : « بطريق ».
(٦) في الوافي : « كنّى بالمنار عن الأئمّة عليهمالسلام فإنّها صيغة جمع ، وبتقوى الله فيما أمره عن الاهتداء إلى الإمام والاقتداء به ، وبإتيان البيوت من أبوابها عن الدخول في المعرفة من جهة الإمام » و « المنار » : جمع منارة ، وهي العلامة تجعل بين الحدّين ، ومَنار الحرم : أعلامه التي ضربها إبراهيم الخليل ـ على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام ـ على أنظار الحرم ونواحيه ، وبها تعرف حدود الحرم من حدود الحلّ ، والميم زائدة. النهاية ، ج ٥ ، ص ١٢٧ ( نور ).
(٧) طه (٢٠) : ٨٢.
(٨) المائدة (٥) : ٢٧.
(٩) في « ص » ومرآة العقول : « مات ». وقال في المرآة : « فيما مضى : فات قوم ، وهو أظهر ، أي فاتوا عنّا ولميبايعونا ، أو ماتوا. فالثاني تأكيد ».
(١٠) في « ج ، ض ، ف » والبحار : « فظنّوا ».
(١١) في « ب » : « طرائق ».
(١٢) إشارة إلى الآية ٥٩ من سورة النساء (٤) : « يأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ ».
(١٣) في « ص » : « ومن ».
(١٤) في الكافي ، ح ٤٧٤ : « بما أنزل ».
(١٥) في « ب » : « بما نزّل الله من عنده ». وفي « ف » : « بما نزّل من عند الله » ، بالتشديد.