لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَاتَقِيَّةَ لَهُ ، إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِي الطَّيْرِ ؛ لَوْ (١) أَنَّ الطَّيْرَ تَعْلَمُ (٢) مَا فِي أَجْوَافِ النَّحْلِ ، مَا بَقِيَ مِنْهَا (٣) شَيْءٌ إِلاَّ أَكَلَتْهُ ؛ وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فِي أَجْوَافِكُمْ ـ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ـ لَأَكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَلَنَحَلُوكُمْ (٤) فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ؛ رَحِمَ اللهُ عَبْداً مِنْكُمْ كَانَ عَلى وَلَايَتِنَا ». (٥)
٢٢٤٦ / ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) قَالَ : « الْحَسَنَةُ : التَّقِيَّةُ ، وَالسَّيِّئَةُ : الْإِذَاعَةُ ». وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( السَّيِّئَةَ ) (٦) قَالَ : « الَّتِي (٧) هِيَ أَحْسَنُ (٨) : التَّقِيَّةُ ، ( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) (٩) ». (١٠)
__________________
(١) في الوسائل : « ولو ».
(٢) في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، ض ، ف ، هـ ، بر ، بف » والوسائل والبحار : « يعلم ». وفي حاشية « بف » : « لو علم الطير » بدل « لو أنّ الطير تعلم ».
(٣) في المحاسن : « فيها ».
(٤) في « ب » : « ولنجلوكم » أيضربوكم بمقدّم رجلهم. وفي « بس » : « ولتحلوكم ». وفي حاشية « د » : « لتحملوكم ». وفي حاشية « ص » : « ليحملوكم ». ونحل فلان فلاناً ، أيسابّه ، فهو يَنْحَله ، أييُسابّه. وتقول العرب : نَحلته القول أنْحَلُه نحْلاً : إذا أضفت إليه قولاً قاله غيره وادّعيته عليه. والنِّحلة : النسبة بالباطل. ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٧٦٧ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٧٨ ( نحل ).
(٥) المحاسن ، ص ٢٥٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٣٠٠ ، عن عدّة من أصحابنا النهديان وغيرهما ، عن عبّاس بن عامر القصبي. راجع : الغيبة للنعماني ، ص ٢٥ ؛ وص ٢٠٩ ، ح ١٧ الوافي ، ج ٥ ، ص ٦٨٧ ، ح ٢٨٨٢ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٢٠٥ ، ح ٢١٣٦٣ ؛ البحار ، ج ٢٤ ، ص ١١٢ ، ح ٤ ؛ وج ٧٥ ، ص ٤٢٦ ، ح ٨٥.
(٦) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ١٧١ : « وكأنّ الجمع بين أجزاء الآيات المختلفة من قبيل النقل بالمعنى وإرجاعبعضها إلى بعض ، فإنّ في سورة حم سجدة هكذا : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ). وفي سورة المؤمنون [ (٢٣) : ٩٦ ] : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ ) فإلحاق السيّئة في الآية الاولى لتوضيح المعنى ، أو لبيان أنّ دفع السيّئة في الآية الاخرى أيضاً بمعنى التقيّة ... قال الطبرسي : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) أي السيّئة ، أي ادفع بحقّك باطلهم ، وبحلمك جهلهم ... ».
(٧) في « هـ » : « والتي ».
(٨) في « ف » : + / « هي ».
(٩) فصّلت (٤١) : ٣٤.
(١٠) المحاسن ، ص ٢٥٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٩٧ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى. الاختصاص ، ص ٢٥ ،