سعيد ، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار بن موسى الساباطي قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فقل : اللهم رب شهر رمضان ومنزل القرآن هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن وأنزلت فيه آيات بينات « مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ » اللهم ارزقنا صيامه وأعنا على قيامه اللهم سلمه لنا وسلمنا فيه وتسلمه منا في يسر منك ومعافاة واجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم فيما يفرق من الأمر الحكيم « فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ » من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنبهم المكفر عنهم سيئاتهم واجعل فيما تقضي وتقدر أن تطيل لي في عمري وتوسع علي من الرزق الحلال
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « أنزلت فيه القرآن » أي ابتدأت نزوله فيه ، أو أنزلته جملة إلى سماء الدنيا ، أو إلى بيت المعمور ، وقيل : المراد أنزلت في شأنه القرآن وهو بعيد وقد مر الكلام فيه.
قوله عليهالسلام : « من الهدى » أي مما يهدى إلى الحق ويفرق بين الحق والباطل فكلمة من تبعيضية ، أو بيانية.
قوله عليهالسلام : « في يسر منك » بأن تيسر لنا أسباب الطاعات حتى لا يشق علينا ونكون في عافية.
قوله عليهالسلام : « فيما يفرق » إشارة إلى قوله تعالى « فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » (١) فإنه قد ورد في الأخبار أن المراد بها أن في ليلة القدر يقدر كل أمر محكم ، أو كل أمر يوافق الحكمة.
قوله عليهالسلام : « المبرور حجهم » أي المقبول حجهم.
قال الجوهري : بر حجه وبر حجه وبر الله : حجة برا بالكسر في هذا كله.
قوله عليهالسلام : « المشكور سعيهم » شكر الله تعالى قبوله للعمل وثوابه ، أو مضاعفة
__________________
(١) سورة الدخان : الآية ٤.