القصاصون في خدمة سياسات الحكام :
وغني عن القول هنا :
أن القصاصين قد قاموا بدور فاعل في تثبيت دعائم الحكومات الظالمة ، وأصبحوا أبواقا لها للدعاية والإعلام ، يشيعون في الناس ما يريد الحكام إشاعته ، مما يخدم مصالحهم ، ويوصلهم إلى أهدافهم.
ويكفي أن نذكر هنا :
١ ـ أن معاوية حين جاء لحرب الإمام الحسن «عليه السلام» في العراق ، استصحب معه القصاص ؛ فكانوا يقصون في كل يوم ، يحضون أهل الشام عند وقت كل صلاة ؛ فقال بعض شعرائهم :
من جسر منبج أضحى غب عاشرة |
|
في نخل مسكن تتلى حوله السور (١) |
٢ ـ ويقولون أيضا : إن معاوية حينما بلغه :
أن عليا «عليه السلام» قنت فدعا على أهل حربه ، أمر القاص الذي
__________________
وسنن الدارمي ج ٢ ص ٣١٩ ومختصر تاريخ دمشق ج ٧ ص ٢٤٠ وج ١٠ ص ٣٣٨ و ٣٣٩.
وراجع : مجمع الزوائد ج ١ ص ١٩٠ والنهاية في اللغة ج ٤ ص ٧٠ ولسان العرب ج ٧ ص ٧٤ و ٧٥ وعن تحذير الخواص ص ٥٩. والحوادث والبدع للطرطوشي ص ١٠١ ط تونس سنة ١٩٥٩.
(١) تاريخ بغداد ج ١ ص ٢٠٨ وراجع : سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٤٦ وفي هامشه عن ابن عساكر.