شرط الإجازة للقصاصين :
ومما تقدم نعرف : أن معرفة الناسخ من المنسوخ شرط في السماح للقصاص بأن يقص على الناس.
وثمة شرط آخر : وهو أن يكون عارفا بالدين ، واقفا على مراميه وأهدافه ، كما يظهر من سؤال أمير المؤمنين للقاص الذي امتحنه ، فأجاب ، فسمح له بمواصلة عمله ، ولو لا ذلك لكان «عليه السلام» قد أوجعه ضربا.
ولأجل أن البعض لم يكن يعرف الناسخ من المنسوخ ، فإنه «عليه السلام» قد حكم عليه بأنه قد هلك وأهلك. وبيّن أن من لا يعرف ذلك ويتصدى لهذا العمل الخطير فإنه يكون طالبا للدنيا وللشهرة بين الناس.
أما حين يطمئن «عليه السلام» إلى أن القاص جامع للشروط المطلوبة ، فإنه «عليه السلام» يسمح له بمزاولة عمله ذاك ، فقد : «قال علي «عليه السلام» للقاص : أتعرف الناسخ من المنسوخ؟!
قال : نعم.
قال : قال : قص» (١).
ومعنى ذلك ، هو أن القصاصين كانوا إلى جانب وعظهم الناس ، يقومون بمهمات أخرى ، وهي بيان الأحكام الشرعية ، وتفسير القرآن ، إلى جانب أمور تقدمت ، وستأتي الإشارات إليها في الموارد المختلفة.
وتقدم في فصل : «القصاصون يثقفون الناس رسميا» : أن الإمام الباقر «عليه السلام» قد قال لسعد الإسكاف : «وددت أن على كل ثلاثين ذراعا
__________________
(١) القصاص والمذكرين ص ١٠٥.