جذوره ، لأنها إنما وضعت لتأكيد تلك الأباطيل والترهات ومن خلالها ، ومن أجل حفظ الإنحراف وتكريسه لا لإزالته والتخلص منه.
أما المعايير الحقيقية والضوابط الأصيلة ، القادرة على كشف الزيف ، وإحقاق الحق ، فقد كانت مرفوضة من هؤلاء الناس جملة وتفصيلا ، حتى إن ما ورد من الأمر بعرض الحديث على كتاب الله سبحانه قد رفض ، وضرب به عرض الجدار ، بل قد اعتبروه من وضع الزنادقة ، كما سيأتي في الفصل التالي إن شاء الله تعالى.
نماذج يسيرة :
ونحن من أجل جلاء الحقيقة ، والتعريف بحقيقة المؤامرة ، نذكر هنا نماذج يسيرة من ضوابط تهدف لحفظ الإنحراف ، ومعايير لتكريس الباطل وترسيخه ، بكل ما فيه من فتاوى باطلة ، وروايات مختلقة ، أو محرفة ، وأساطير وترهات عن أهل الكتاب وغيرهم.
بالإضافة إلى أساليب تبرير المواقف اللاإنسانية واللاشرعية ، التي صدرت وتصدر عمن يهمهم حفظهم ، والاحتفاظ بهم بأي ثمن كان ، والنماذج التي نريد تقديمها إلى القارئ الكريم هي التالية :
١ ـ الصحابة كلهم عدول :
لقد كان الكثيرون من الصحابة ، ممن تهتم السلطة وبعض الفئات والإتجاهات المذهبية والسياسية بإعطائهم دورا متميزا وأساسيا ، سواء على الصعيد السياسي ، أو العقيدي ، أو في مجال الحديث ، والرواية ، أو الفتيا ، أو على صعيد المواقف ، تأييدا وتأكيدا ، أو غير ذلك.