هذا إن لم نقل إن هذا الأمر من مختصات تاريخ الإسلام ، إذا تأكدنا أنه ليس بإمكان أي تاريخ أن يثبت من مقولاته إلا النزر اليسير ، ولا سيما في جزئيات الأمور ، وفي التفاصيل والخصوصيات.
وميزة أخرى يمتاز بها تاريخ الإسلام ، وهي أنه يمتلك قواعد ومنطلقات تستطيع أن توفر للباحث السبل المأمونة ، التي يستطيع من خلال سلوكها أن يصل إلى الحقائق التي يريدها ، دقت ، أو جلت.
ولسوف يأتي الحديث عن بعض من ذلك في بعض فصول ما اصطلحنا عليه أنه «المدخل لدراسة السيرة النبوية الشريفة».
البداية الطبيعية لتاريخ الإسلام :
وواضح : أن البداية الطبيعية لتاريخ الإسلام ، وأعظم وأهم ما فيه هو سيرة سيد المرسلين محمد «صلى الله عليه وآله الطاهرين».
فلا بد من البدء بها ، ولو ببحث قضايا وأحداث رئيسة فيها ، ليكون ذلك بمثابة خطوة أولى على طريق التصدي لبحوث مستوعبة وشاملة ، من قبل المتخصصين والباحثين ، من ذوي الكفاءات والهمم العالية.
ولكن ذلك يحتاج إلى تقديم مدخل ، من شأنه أن يعطي انطباعا عاما عن أجواء ومناخات البحث ، فإلى هذا المدخل الذي يشتمل على عدة فصول ..
والله هو الموفق والمسدد ، وهو المستعان ، وعليه التكلان.