أصل الحديث :
والظاهر هو أن حديث : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ليس كذبا كله ، بل هو ـ فيما نظن ـ تحريف للكلمة المأثورة عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» : حدثوا عني ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. حسبما رواه أبو هريرة!! وأبو سعيد الخدري ، وأنس .. (١).
والأولان بالإضافة إلى ابن عمرو بن العاص هم الذين ينسب إليهم ذلك الحديث المحرف.
إلا أن يكون المراد من الحديث : حدثوا بما حدثتكم به من مخازي وانحرافات بني إسرائيل ولا حرج ، ويكون هؤلاء الناس قد أساؤوا فهم هذا الحديث ، واستفادوا منه لتنفيذ سياساتهم ومآربهم.
خطوة أخرى على الطريق :
وبعد هذا التمهيد ، فقد كان من الطبيعي أن نتوقع منهم التقدم خطوة أخرى باتجاه إعطاء امتيازات لأهل الكتاب ، فقد سمح الخليفة الثاني لكعب الأحبار بأن يقرأ التوراة آناء الليل والنهار (٢).
__________________
(١) كنز العمال ج ١٠ ص ١٢٨ و ١٣٥ و ١٣٦ عن أحمد ومسلم ، وأبي داود ، وابن عساكر ، وصحيح مسلم ج ٨ ص ٢٢٩ والمصنف للصنعاني ج ١١ ص ٢٦٠ وتقييد العلم ص ٣١ و ٣٣ و ٣٤ و ٣٥ و ٧٨.
(٢) راجع : غريب الحديث ج ٤ ص ٢٦٢ وجامع بيان العلم ج ٢ ص ٥٣ والفصل في الملل والأهواء والنحل ج ١ ص ٢١٧ والإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير ص ٩٦ والفائق للزمخشري ج ٢ ص ٢٣٦.