لا اجتهاد عند الفريسيين في اليهود :
وقد كنا نحب أن نعرف : إن كان ثمة ارتباط بين ما يقال عن سد باب الإجتهاد لدى هؤلاء ، وبين ما يقوله الفريسيون من اليهود ، من أنه لا اجتهاد (١).
٣١ ـ التقديس الأعمى حتى للحديث المكذوب :
أما بالنسبة لما تناقلوه على أنه حديث رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فقد حاولوا إضفاء هالة من التقديس الأعمى عليه ، وكأنه نفس كلامه الصادر عنه «صلى الله عليه وآله» مع أن أكثره محض اختلاق ، وتزوير.
وقد قدست كتب بأكملها على هذا الأساس ، فراجع ما يذكرونه عن صحيح البخاري ، وموطأ مالك ، وسنن أبي داود ، وغير ذلك.
بل لقد حرصوا على المنع من مناقشة الحديث ، حتى ولو خالف العقل ، والوجدان ، وضرورة العقل ، والتاريخ القطعي ؛ لأن السماح بالمناقشة فيه لسوف يبرر المناقشة ثم التشكيك في أمور هي أكثر أهمية وحساسية بالنسبة إليهم.
وقد تصدى الحكام لمواجهة ذلك بصورة قوية وصارمة وحازمة ، لا سيما وأن ذلك قد مكنهم من توجيه الناس حيثما يريدون ، وكيفما يشاؤون ، من خلال حفنة من وعاظ السلاطين ، لا يتورعون عن الإختلاق والإفتراء ، حتى على الله ورسوله ، دونما مانع من دين ، أو رادع من وجدان.
وقد روى بعض هؤلاء المرتزقة عن النبي «صلى الله عليه وآله» محاجة
__________________
(١) راجع : مقارنة الأديان (اليهودية) ص ٢٢٣.