ولا ندري كيف صح له هذا التعليل.
وهؤلاء الخوارج أنفسهم قد قتلوا عبد الله بن خباب ، وارتكبوا جرائم الزنى ، وغيرها مما هو مسطور في تواريخهم؟!
٤١ ـ الاعتزال ، والعداء لأهل الحديث :
وحين طغت مدرسة أهل الحديث ، ونشروا في الناس الكثير من الأمور التي يأباها العقل والوجدان ، والفطرة ، وتخالف القرآن.
مثل : نفي عصمة النبي «صلى الله عليه وآله» إلا في التبليغ ، عقيدة الجبر ، التجسيم والتشبيه ، لزوم الخضوع للحاكم الظالم ، والمنع من الاعتراض عليه ، وغير ذلك من أمور أدخلوها في عقائد المسلمين ، وفي تاريخهم ، وهي مأخوذة في الأكثر من أهل الكتاب.
ثم واجههم المعتزلة ، وغيرهم ، ولا سيما الشيعة بالأحاديث الصحيحة والصريحة ، التي رووها هم أنفسهم ، فأحرجوهم في كثير من المواقع ، وفندوا مزاعمهم وأقاويلهم ، سواء بالنسبة لكثير من الجهات العقائدية ، أم بالنسبة لبعض ما يزعمون أنه أحداث تاريخية ، أو غيرها.
فإنهم التجأوا إلى أسلوب التجريح ، والمقاطعة على الصعيد الفكري ، وقرروا بالنسبة إلى الشيعة رد رواية كل من فيه رائحة التشيع.
وأما بالنسبة للمعتزلة الذين كانوا يتمتعون بالتأييد من قبل عدد من الحكام ، فقد قرروا :
أنه إذا كان الراوي معتزليا ، يناصب أهل الحديث العداء ، فلا يسمع كلامه ، ولا يعتد به ، لأن كونه معتزليا ، مخالفا لأهل الحديث ، يوجب