رشوات كعب :
وقد كان كعب يعرف كيف يهيمن على عقول الناس ، وينال ثقتهم ، ويكتسب تأييدهم.
وكان أيضا من أعرف الناس بمفاتيح قلوبهم ، وكيف؟ ومتى؟ وبأية صورة يوزع الرشاوى على أتباعه ، والمعجبين به ، ليحتفظ بولائهم ، وحبهم ، وثقتهم إلى أبعد مدى.
وقد تحدثنا عن بعض من ذلك فيما سبق ، حين الحديث عن كيد وتهويلات أهل الكتاب.
ونشير هنا إلى بعض آخر من ذلك أيضا ، فنقول :
ألف : كعب وخلافة علي عليه السّلام :
لقد كان كعب الأحبار على علم بالتوجهات العامة لسياسات الحكم تجاه علي «عليه السلام» وأهل بيته ، ولم يكن ليخفى عليه : أن ثمة خطة لإبعادهم عن الخلافة وإبعادها عنهم بمختلف الأساليب.
وعلى هذا الأساس نلاحظ : أنه حين استشار عمر كعبا في أمر الخلافة ، وطرح له أسماء المرشحين لها ، فلما انتهى إلى اسم علي «عليه السلام» نرى كعبا يرفض أن يكون لعلي «عليه السلام» نصيب فيها ، بشدة وقوة (١).
وما ذلك إلا لأنه كان على علم بالسياسات الخفية في هذا الاتجاه ، وكان يعلم أيضا : أن رفضه هذا كان يروق للخليفة ، وينسجم مع تطلعاته
__________________
(١) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج ١٢ ص ٨١.