تذروهم في بيضتكم
وفنائكم ، ولكن أخرجوهم معكم ، وإن لم يكن عندهم غناء ، فرجعوا اليهم ، فأخرجوا العباس بن عبد المطلب ونوفلاً وطالباً وعقيلاً كرهاً .
وذكر محمّد بن حبيب في كتابيه نقلاً عن
محمّد بن عمر المدني ـ الواقدي ـ : إنّ العباس نحر في بدر عشراً من الإبل ، فلم تطعمها قريش وأكفأت قدوره لعلمها بميله إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
.
وفي الدرجات الرفيعة قال السيد المدني :
« وكان العباس أحد العشرة الذين ضمنوا اطعام أهل بدر ، قد نحر كل واحد يوم نوبته عشراً من الإبل ، وكان حمل معه عشرين أوقية من الذهب ليطعم بها الناس ، وكان يوم بدر في نوبته ، فأراد أن يطعم ذلك اليوم فاقتتلوا وبقيت العشرون أوقية فأخذت منه حين أخذ وأسر في الحرب » .
ومهما كان من أمر الإطعام فلا شك في أنه
كان في الأسرى يوم بدر ، أسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري ، وكان أبو اليسر رجلاً صغير الجثة ، وكان العباس رجلاً عظيماً قوياً ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
لأبي اليسر : كيف أسرته ؟ قال : أعانني رجل ما رأيته قبل ذلك ولا بعده ، فقال : لقد أعانك عليه ملك كريم .
إلّا أنّ ابن إسحاق لم يذكر اسمه مع
الأسارى ـ كما في سيرة ابن هشام ـ وابن اسحاق مؤرخ دولة رسمي للعباسيين !
_______________________