وأصل أَئِمَّة : أءممة فألقيت حركة الميم الأولى على الهمزة وأدغمت الميم في الميم ، وخففت الهمزة الثانية ، لئلا تجتمع همزتان في حرف واحد مثل آدم وآخر ، فمن القراء من يبقي الهمزة مخففة على الأصل ومنهم من يسهلها والقياس « بين بين » وبعضهم يعده لحنا ويقول : لا وجه له في القياس.
قوله : ( وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً ) [ ٧ / ١٦٨ ] أي فرقناهم في الأرض بحيث لا يكاد يخلو قطر منهم.
قوله : أُمِّيُّونَ [ ٢ / ٧٨ ] هو جمع الأُمِّيِ والأُمِّيُ في كلام العرب : الذي لا كتاب له من مشركي العرب. قيل : هو نسبة إلى الأُمِ ، لأن الكتابة مكتسبة فهو على ما ولدته أمه من الجهل بالكتابة. وقيل : نسبة إلى أُمَّةِ العرب لأن أكثرهم أميون ، والكتابة فيهم عزيزة أو عديمة ، فهم على أصل ولادة أمهم.
قوله : ( آمِّينَ الْبَيْتَ ) [ ٥ / ٣ ] أي عامرين البيت.
والأُمُ : الوالدة ، قيل أصلها أُمَّهَة ، ولهذا تجمع على أُمَّهَات ، وإن الأصل أمات. ويقال : إن الأُمَّهَات للناس والأُمَّات للبهائم. قال في البارع ، نقلا عنه : فيها أربع لغات « أُمّ » بضم الهمزة وكسرها « وأُمَّة » و « أُمَّهَة » فالأُمَّات والأُمَّهَات لغتان ، ليس إحديهما أصلا للأخرى.
قوله : ( وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) [ ٣٣ / ٦ ] أي في تحريم النكاح كما قال : ( وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً ) [ ٣٣ / ٥٣ ] ولسن بأمهات على الحقيقة
وجائت الأُمَّةُ في الكتاب العزيز على وجوه :
أُمَّة بمعنى جماعة ، ومنه قوله تعالى ( وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ) [ ٢٨ / ٢٣ ] أي جماعة ، وسميت بذلك لأن الفرق تأمها. قال تعالى : ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِ أُمَّةٍ شَهِيداً ) [ ١٦ / ٨٤ ] و ( تَرى كُلَ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا ) [ ٤٥ / ٢٧ ].
وأُمَّة : رجل جامع للخير يقتدى به ، ومنه قوله ( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً