ورأيت أيضا مثل ما نقله في مواضع منها مصابيح الأنوار بتغيير ما عدّ من الصحاح عن سهل بن سعد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال يوم خيبر : لأعطينّ هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول الله صلىاللهعليهوآله كلّهم يرجون أن يعطاها فقال : أين عليّ بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فبصق رسول الله صلىاللهعليهوآله في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال عليّ : يا رسول الله أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال أنفذ على رسلك أي رفقك ولينك والرّسل السير اللّين و [ذكر] نحو ذلك بحيث لا يتغيّر المعنى والمقصود ، ونقله من الصحاح (١).
تأمل رحمك الله في هذا الخبر واختياره للمحبّة من الجانبين واختصاصه بها مع عدم كونه حاضرا مع الصحابة وتعرّض الصحابة لهذا مع غيبته وهذه القصّة كالصريحة في عدم وجود هذا الوصف في ذلك الزمان إلّا فيه.
وكذا يؤيّده قصّة الطير وهي مشهورة أيضا مرويّة في كتب العامّة والخاصّة قال أخطب خوارزم في كتاب المناقب في آخر الفصل التاسع في بيان أنّه أفضل الأصحاب : وأخبرنا الشيخ وذكر الإسناد إلى قوله عن أنس بن مالك قال اهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآله طير فقال اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فقلت : اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار فجاء عليّ بن أبي طالب فقلت : إنّ رسول الله على حاجة قال : فذهب ثمّ جاء فقلت : إنّ رسول الله على حاجة ، قال : فذهب ثمّ جاء فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم افتح ففتحت ثمّ دخل فقال يا عليّ ما حديثك؟ قال : هذه آخر ثلاث كرّات يردّني أنس يزعم أنّك على حاجة ، قال صلىاللهعليهوآله ما حملك على ما صنعت يا أنس؟ قال سمعت دعاءك فأحببت أن يكون في رجل من قومي فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله إنّ الرجل قد يحبّ قومه إنّ الرجل قد يحبّ قومه ومثله في كتب أخر مثل فصول المهمّة ثمّ نقل شعرا في بيان أنّ الرجل يحبّ قومه.
وبالجملة فمحبّته لله وللرسول ، ومحبّة الله ومحبّة رسوله له ظاهر ، وفي
__________________
(١) راجع مشكاة المصابيح ، ٥٦٣.