لا يحتاج إلى الاستيعاب والتخليل وأنّ أوّل أفعال التيمّم مسح الوجه.
والوضوء والغسل والتيمّم مبيّنات في كتاب الفروع مع أحكامها وجميع واجباتها وموجباتها والفروعات الكثيرة ليس هذا محلّها إذا لمقصود هنا ما يمكن فهمه من الآيات الكريمة ، ثمّ لا يخفى أنّ نظم هذه الآية مثل الّتي سيجيء لا يخلو عن إشكال على حسب فهمنا مثل ترك الحدث في أوّلها وذكر الجنابة فقط بعده والإجمال الّذي لم يفهم أنّ الغسل بعد القيام إلى الصلاة أم لا ، وترك كنتم حاضرين صحاحا قادرين على استعمال الماء ، ثمّ عطف إن كنتم عليه ، وترك تقييد المرضى وتأخير فلم تجدوا عن قوله أو جاء وذكر جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم مع عدم الحاجة إليهما إذ يمكن الفهم عمّا سبق ، والعطف بأو ، والمناسب بالواو ، وغير ذلك مثل الاختصار في بيان الحدث الأصغر على الغائط والتعبير عنه بجاء أحد منكم من الغائط والأكبر على لامستم والتعبير عن الجنابة به وكأنّه لذلك قال في كشف الكشّاف ونعم ما قال : والآية من معضلات القرآن ثمّ طوّل الكلام في توجيه «أو» في قوله : (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ) ولعلّ السرّ في ذلك الترغيب على الاجتهاد ، وتحصيل العلوم لتظفير السعادات الدائمة.
ثمّ في الآية احتمالات وأبحاث أخر ستجيء في الثانية إنشاء الله تعالى وقد استدلّ بقوله (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً) على طلب الماء غلوة سهم في الحزنة ، وغلوتين في السهلة ولا دلالة عليه فيها ، ولا في الخبر (١) والأصل ينفيه نعم ينبغي الطلب حتّى يتحقّق عدم الماء عنده عرفا مثل رحله وحواليه مع الاحتمال فتأمّل.
(ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ) قيل : أي ما يريد الله الأمر بالوضوء للصلاة أو بالتيمّم تضييقا عليكم ويحتمل أن يكون المراد ما يريد الله جعل الحرج عليكم بالتكاليف الشاقّة مثل تحصيل الماء على كلّ وجه ممكن مع عدم كون الماء حاضرا وإن كان ممكنا في نفس الأمر ، ولا [يكلّف] بالطلب الشاقّ كالحفر
__________________
(١) الوسائل أبواب التيمم الباب الأول الحديث ٢.