الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) (١) وكذلك قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) الآية (٢) وقوله تعالى «فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ ـ إلى قوله أَجْراً عَظِيماً (٣)» وقوله (ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ) الآية (٤) وقوله (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ) الآية (٥) و (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ) الآية (٦) و «يا أيّها الّذين آمنوا قاتلوا (٧)» الآية و (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٨) الآية وكذلك (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ) (٩) والآية (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ) (١٠).
ولكن نتمّه بآيات لها فوائد كثيرة ، ومناسبة ما به.
الاولى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا) (١١).
أي سافرتم للغزو والجهاد فميّزوا بين الكافر والمؤمن ، والمراد لا تعجلوا في القتل لمن أظهر لكم إسلامه ظنّا منكم بأنّه لا حقيقة لذلك (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ) أي حيّاكم بتحيّة الإسلام ، وقرئ السلم أي استسلم لكم وانقاد فلم يقاتلكم مظهرا لكم أنّه من أهل ملّتكم (لَسْتَ مُؤْمِناً) أي ليس لأيمانكم حقيقة وإنّما أسلمت خوفا من القتل (تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) أي المال والمتاع الّذي لا بقاء له ، لأنّ جميع متاع الدنيا عرض زائل ويقال لأنّ الدنيا عرض حاضر ومنه العرض المقابل للجوهر (فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) أي في مقدور الله تعالى نعم ورزق إن أطعتموه فيما أمركم ، وقيل معناه : ثواب كثير لمن ترك قتل المؤمن
__________________
(١) النساء : ٧٥.
(٢) النساء : ٧٠.
(٣) النساء : ٧٣.
(٤) براءة : ١٢١.
(٥) براءة : ٩٢.
(٦) براءة : ١٢٤.
(٧) براءة : ٣٠.
(٨) الأنفال : ١٦.
(٩) الأنفال : ٦٥.
(١٠) براءة : ٧٣ ، التحريم : ٩.
(١١) النساء : ٩٤.