إلا أبلغ معاوية بن حرب |
|
أمير الظالمين نثا كلامي |
بأنّا صابرون فمنظروكم |
|
إلى يوم التغابن والخصام |
ومنها (١) (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) (٢) أي إلى العبادات الّتي هي موجبة لمغفرة عظيمة من ربّكم ، وموجبة لدخول دار المتّقين والمنفقين والمحسنين أخلاقهم (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) يفهم أفضليّة الصلاة وسائر العبادات في أوّل أوقاتها والمسارعة إليها من غير تهاون وكسل ، إلّا ما استثني لدليل مثل تأخير العشاءين إلى المزدلفة كما هو المسطور في محالّه.
ويستفاد منها أنّ الغرض الأصليّ من بناء الجنّة دخول المتّقين أي المطيعين لله ولرسوله بترك المعاصي وفعل الطاعات ، كما أنّ الغرض من خلق النار دخول الكفّار فيها ، كما قال تعالى قبلها (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) فلا ينافي دخول غيرهم في النار تبعا ، مثل الفسّاق ، ودخول الأطفال والمجانين والفسّاق الجنّة كذلك فتدلّ على عظم الاعتداد بشأن التقوى ، والموصوف به ، بخلاف الضدّ فلا اعتبار للفاسق عند الله ، وإن دخل الجنّة ، وأيضا إنّ لوصف الإنفاق في العسر واليسر والغنى والفقر دخلا عظيما في ذلك.
ولهذا ورد في الأخبار الكثيرة مدح السخاء وذمّ البخل قال في مجمع البيان أوّل ما عدّد الله سبحانه من أخلاق أهل الجنّة السخاء وممّا يؤيّد ذلك من الأخبار ما رواه أنس بن مالك عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : السخاء شجرة في النار ، أغصانها في الدنيا من تعلّق بغصن من أغصانها قادته إلى الجنّة والبخل شجرة في النار ، أغصانها في الدنيا ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها قادته إلى النار ، وقال عليّ عليهالسلام : الجنّة دار الأسخياء ، وقال : السخيّ قريب من الله وقريب من الجنّة وقريب من الناس بعيد من
__________________
(١) أى من الآيات الدالة على وجوب الأمر بالمعروف ، عطف على قوله فيما سبق ومنها إن الله يأمر بالعدل إلخ.
(٢) آل عمران : ١٣٣.